العولمة والهوية الثقافية Secrets
Wiki Article
النظام العالمي خلال القرن الثالث عشر كما وصفته الباحثة جانيت أبو لوغد هناك أسباب مباشرة وغير مباشرة يمكن تتبعها؛ لمعرفة العوامل التاريخية التي تؤثر على العولمة. بدأت العولمة واسعة النطاق في القرن التاسع عشر.
هناك العديد من الأمثلة المتنوّعة على العولمة الثقافيّة، منها ما يأتي:[٢]
في مقالنا هذا المختصر سوف لن نستفيض في الإجابة على هذه التساؤلات، فقط سنلقي بعض الأضواء نعتبرها أساسية في كل بحث في هذا المجال الفكري والفلسفي. ففي البداية لا بد أن نشير إلى أن الهوية الثقافية، هي مجموعة من السمات والخصائص التي تنفرد بها شخصية مجتمع ما، وتجعلها متميزة عن غيرها من الهويات الثقافية لمجتمعات أخرى، وتتمثَّل تلك الخصائص في اللغة والدين والتاريخ والتراث والعادات وغيرها من القيم الثقافية المختلفة (العقائدية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية)، والتي تشكِّل في مجموعها صورة متكاملة عن ثقافة هذا المجتمع.
تعليم ، مفاهيم عامة / مفهوم الهوية الثقافية والعولمة
على الرغم من وجود العديد من الفوائد التي تمنحها العولمة من السماح بالتبادل الثقافي، وتجانس ثقافات العالم مع بعضها، إلّا إنّ الآثار السلبيّة لها لا يمكن تجاهلها، أهمّها الخسارة الثقافية؛ بحيث تؤدّي إلى اختفاء الخصائص الثقافيّة المحدّدة من بعض البلدان؛ من اللغات، والتقاليد، والصناعات المحّددة، لذلك وفقًا لليونسكو، فإنّ المزيج بين فوائد العولمة وحماية تفرّد الثقافة المحليّة يتطلب اتباع نهج دقيق لحمايتها.[٢]
ولكن العولمة تظل دون تحقيق أي انتصار في مجال إقصاء الهويات الثقافية، ولا سيما الهويات التي تقوم على منظور شمولي للكون والحياة، من خلال العقيدة الدينية التي تعتقها. لكن علينا أن ندرك أن الاحتفاظ بهوياتنا الثقافية لا يأتي عفوا أو بدون جهد أو بدون تفعيل الهوية نفسها في الحفاظ على كيانها، وبالعمل على نشر إشعاع ثقافتنا، وتعميق قيمنا الروحية والدينية، وسط الفراغ الذي تعانيه الأجيال، وذلك بوضع سياسات ثقافية شاملة توازي سياسات التنمية وتحتويها، مع دعم الفكر الحر الملتزم بتلك القيم الروحية العليا.
فالعالم العربي والإسلامي أصبح ينظر إلى العولمة على أساس أنها أداة للهيمنة والسيطرة القوية على الضعيف. فليس الإنكماش والإنطواء على الذات هو الوقاية من العولمة بل يمكن التعامل مع العولمة على أنها تطور هائل في التقنيات ووسائل المعرفة وأن التطور ليس موجه ضدنا بالضرورة وإنما هو لصالحنا إن نحن استخدمناه استخداما سليما يمكننا من الحفاظ على هويتنا الثقافية في ظل تعاطي إيجابي مع العالم والمستجدات الدولية في هذا المجال.
ساعدت في اختصار المدى الزمني الذي يفصل بين كل ثورة صناعية وأخرى.
وهو ما أدى إلى العودة القوية لثوابت الهوية الثقافية، نتيجة الشعور بالإحباط من العولمة وما تحمله من قيم للحداثة ومحاولة نقدها والبحث عن خيارات تعرّف على المزيد جديدة في التراث وفي الدين.
كما أن الحفاظ على الثقافة الوطنية لا يعني إقصاء ثقافة الآخر؛ لأننا نحتاج إلى أن نفهم الآخر، ونتعرّف عليه؛ حتى يتسنى لنا تحقيق التبادل الثقافي على أكمل وجه، وإزالة أي فهم أو انطباع خاطئ ناتج من الجهل بالاختلافات الثقافية بين الشعوب. وبذلك تحمي الدول هويتها من التأثير السلبي للخمول الثقافي في نظام العولمة النشط.
أدّت العولمة أيضًا, في جانبها الإيجابي, إلى مدّ جسور العلاقات الخارجية مع شعوب العالم، وفرضت أهمية وضع استراتيجيات محددة ومدروسة لبناء الجسر مع الآخر بتصدير الثقافة (أفلام, أغانٍ, أدب, عروض أدائية, لغات, أزياء, معالم أثريّة ومعمارية, عادات, احتفالات, أكلات.
التأثير السلبي للشركات الربحية متعددة الجنسيات، أي استخدام الأساليب القانونية المعقدة لمراوغة القوانين والمقاييس المحلية لاستغلال للقوى العاملة والقدرة الخدماتية لمناطق متفاوتة في التطور مما يؤدي إلى استنزاف أحد الأطراف (الدول) في مقابل الاستفادة والربحية لهذه الشركات.
الدولة: بوصفها التجسيد القانوني لوحدة الوطن والأمة، والجهاز الساهر على سلامتهما ووحدتهما وحماية مصالحهما، وتمثيلهما إزاء الدول الأخرى، في زمن السلم كما في زمن الحرب.
لقد كان تأثير العولمة في الثقافة والهوية الوطنية من أبرز القضايا التي أقلقت الدول المتقدمة في الفترة الأخيرة؛ إذ ظل هذا الهاجس حاضرًا لدى بعض الدول، مثل كندا ودول أوروبا، التي خافت أن تجتاحها الثقافة الأمريكية؛ فتصبح نسخًا مكررة من أمريكا؛ الأمر الذي سيؤدي إلى طمس هويتها الثقافية الخاصة بها؛ فلا يصبح لديها ثقافة خاصة تعزز كياناتها كدول ذات سيادة مستقلة؛ وذلك لأن الثقافة الوطنيّة عامل مهم وحيوي في تأصيل انتماء الأفراد داخليًّا، ثم في مدّ جسور التفاهم والتعاون والثقة والسلام خارجيًّا.